ميرزا علي الإحقاقي

ميرزا علي الإحقاقي

        
المولى المقدس الميرزا علي الحائري الإحقاقي أعلى الله مقامه
بقلم خادم الشريعة المولى الميرزا عبد الرسول الحائري الإحقاقي قدس سره
هو عمِّي الجليل ، أعلم الفقهاء والمجتهدين ، وأكمل الحكماء الموحِّدين وناشر فضائل الأئمة المعصومين ، البارع التّقي ، والإمام الوفي ، المولى الحاج ميرزا علي بن آية الله المعظّم الحاج ميرزا موسى آقا الإحقاقي الحائري الاسكوئي أعلى الله مقامه الشّريف .
كان عالماً عاملاً ، وفقيهاً كاملاً ، وحكيماً محقّقاً ، ومدققاً ، وأديباً أريباً ، له اليد الطّولى في علوم الأدب العربي والفارسي والأصول والفقه والرِّجال والحديث والحكمة والتفسير والعلوم الغريبة وغيرها ، وآثاره شاهد واضح على ذلك.
ولادته ونشأته العلمية :
ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر المظفّر سنة (1305 هـ.ق) في مدينة (النجف الأشرف) وترعرع في تلك المدينة الطيّبة تحت الرِّعاية الدّقيقة لوالده الجليل ، وقد شرع قبل الخامسة من عمره في تعلّم قراءة القرآن الكريم لدى سيّدة طاهرة عارفة بقواعد القراءة ، وانتهى من قراءته بعد عدة أشهر ، ثمّ عيّن له والده الماجد أستاذاً مؤمناً قديراً لتدريسه وتربيته ، لِما رأى في ناصيته ووجناته من علائم النّبوغ ونور العلم والتقوى ، وكان لنبوغه الذّاتي وذكائه المعنوي الأثر في إكماله دراسة مقدِّمات العلوم من النّحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والبديع . . . وغير ذلك ، وهو في العاشرة من عمره . ثمّ أكمل دراسة مرحلة السّطوح في الأصول والفقه وأيضاً الحكمة الإلهية على والده الماجد ، وبعدها حضر في حوزات المرحوم آية الله المعظّم الملاّ الآخوند محمد كاظم الخراساني ، والمرحوم آية الله المعظّم الملاّ فتح الله الأصفهاني الملقب بـ (شيخ الشريعة) ، وآية الله المرحوم السيّد مصطفى الكاشاني ، وآية الله المرحوم الآخوند الملاّ محمد الخونساري …وغيرهم أعلى الله مقامهم ، وقد لفت أنظار أساتذته الأجلاء، وحاز على اهتمامهم ، وحصل على إجازات الاجتهاد في المعقول والمنقول والرّواية والدّراية من أساتذته المذكورين أعلاه بالإضافة إلى والده الماجد.
وبعد وفاة والده الجليل انتقل أكثر مقلّديه من العرب والعجم في كربلاء وسوق الشيوخ والكويت والأحساء والبحرين وخراسان وآذربيجان وغيرها إليه في التقليد ، فكان ذلك العلاّمة في بقيّة عمره المبارك مرجعاً جليلاً ومؤسساً نشيطاً لكثيرٍ من المساجد والحسينيّات والمنارات في الكويت والأحساء وكربلاء.
مشاريعه وأعماله :
إنّ أوّل منارة (مئذنة) بنيت في مسجد (الصَّحاف) الخاص بالمسلمين الشيعة كانت بأمره وسمّيت (المنارة العلوية) .
وبعد الانتهاء من بناء تلك المنارة العظيمة ، قال لمؤذّن المسجد : اليوم يوم الخامس عشر من شهر شعبان وهو يوم ولادة ولي العصر صاحب الزّمان الحجّة بن الحسن أرواحنا فداه ، ومن المناسب أن يرفع الأذان – اليوم – من هذه المنارة مع ذكر الشهادة الثّالثة (أشهد أنّ أمير المؤمنين علياً ولي الله) . فامتنع المؤذّن عن ذلك خوفاً ، لأنّ ذكر الشّهادة الثالثة في الأذان من خلال مكبّرات الصّوت كان ممنوعاً في مدينة (الكويت) ، إلا أنّ عمّي الجليل ، وذلك الرّجل الشّهم الرّشيد تولّى رفع الأذان بنفسه بكلّ قوّة روحيّة في ذلك اليوم التّاريخيّ البارز . فذكر الشّهادة الثّالثة (أشهد أنّ أمير المؤمنين علياً ولي الله) . بصوتٍ ملكوتي حاسم ملأ آذان النّاس ونوّر فضاء مدينة (الكويت) بهذا النداء المقدّس ، ممّا أدخل الرّعب والفزع في قلوب المخالفين ، ودفع بعض المنافقين للذّهاب إلى سموّ أمير الكويت والمطالبة بمنع هذا النداء ، إلاّ أنّ ذلك الأمير العادل رحمه الله ، أجابهم قائلاً : (إنّ النّاس أحرار في أداء شعائرهم الدّينية ، وأنا قد سمعت هذا الأذان وبالشّهادة الثّالثة من راديو إيران ولا بأس بذلك) .
وبهذا خاب أمل الخائنين وضلّ سعيهم والحمد لله رب العالمين .
ثمّ أمر ذلك العالم المجاهد ببناء مئذنة أخرى باسم (المئذنة الحيدرية) في مسجد (الحاكة) والمسمّى حالياً باسم (جامع الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام) ، وقد نودي بالأذان من هذه المئذنة بالشهادة الثّالثة أيضاً بعد ذكر الشّهادة بالرّسالة بصوتٍ ملأ فضاء مدينة  الكويت .
وهنا يتّضح للقرّاء الكرام – وبما ذكرنا – أنّ التأييد الرّباني ورعاية الحجّة بن الحسن العسكري أروحنا فداء جعلا من سمّو أمير الكويت المحترم وسائر المسؤولين الحكوميين والذين هم عادة من المسلمين السّنة ومن علمائهم بالخصوص يتقبّلون هذا الأمر العظيم ويفشّلون كيد الخائنين والمخالفين .
ثمّ انتشرت هذه السنّة الحسنة في بقية مساجد المسلمين الشيعة في الكويت . فبنيت المآذن ونودي فيها بالشهادة الثالثة في الأذان . وفي الواقع إن الحبّ العميق المكنون في صدور أتباع الحق هؤلاء ، من موالي صاحب الولاية الكليّة أسد الله الغالب عليّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، وشجاعة وبسالة هذا الزعيم المجاهد والمرجع الجليل كانا السّبب الأساس في حدوث هذا النحوّل العظيم في الحالة الإجتماعيّة لمنطقة الخليج ، حيث انتشرت هذه السنة الحسنة في جميع مناطق الكويت باستثناء منطقة الوهابيين ، وأصبح عمّي الجليل بهذا العمل الشّجاع الذي أدخل السّرور على قلوب المسلمين الشيّعة في العالم ، مصداقاً للحديث النّبوي الشريف : (من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) . وأيّ فخرٍ أكبر من أن يظهر فجأة أكبر حقّ مغصوب في العالم وهو مقام الولاية والخلافة لأمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام ، والّذي كان قد استتر واختفى على مدى سنين طويلة متمادية في التّاريخ الإسلامي ، وبصوت عالٍ من مآذن المساجد ليملأ فضاء تلك المناطق بنداء الولاية القدسي ، أعلى الله مقامه ورفع في الخلد أعلامه بحق محمّد وأهل بيته الطّاهرين عليهم الصلاة والسلام.
ومن حسن الصُدف وبركات صاحب الولاية الكلية الإلهية ، وجلالة الشهادة الثالثة (أشهد أن علياً ولي الله) التي انطلقت من المئذنة العلوية الشريفة, وهي أول مئذنة في الكويت ينطلق منها نداء الولاية, أصبحت المئذنة موضعاً لاستجابة الدعاء وقضاء حوائج الناس. ففي كل عام في الخامس عشر من شهر شعبان المبارك, يوم ولادة حامل لواء الولاية في هذا الزمان الحجة بن الحسن العسكري, أرواحنا فداه و هو يوم تأسيس هذه المئذنة المباركة, يتوجه الناس إليها ليطلبوا حوائجهم من الله عز وجل, ومن بينهم نساء عقيمات يرغبن في إنجاب الأولاد ونساء أخريات يرغبن في إنجاب الذكور من الأولاد وهو في الواقع غاية آمال كل امرأة , فهؤلاء النسوة يلجأن إلى هذا المكان المبارك بعد اليأس من بقية الأماكن , فتصبح هذه المئذنة قبلة حاجاتهن , فيدعوان الله أن يرزقهن الأولاد ببركة صاحب الولاية, فتقضى حوائجهن و ينلن مرادهن.
والغريب أن من بين هؤلاء النسوة أخوات سنيات اختلطن بالمخدرات الشيعيات في هذا المكان الشريف, وهكذا تمدّ إلى الله عز وجل وإلى صاحب الولاية الإلهية أيدي المسلمين الشيعة والسنة على السواء فتقضى الحوائج.
ومن الجدير بالذكر أن صلاة الجماعة تعطل في هذا المكان في اليوم الخامس عشر من شعبان ولمدة ثلاثة بسبب ازدحام هذا المكان المقدس بالنساء ولا يحق لأي رجل الدخول إلى خلوة النساء هذه , وهن متوجهات إلى الله عز وجل بقلوب مفعومة بالأمل وعيون باكية وأيدٍ مرفوعة إلى مولاهن مولى العالمين متكلمات مع الحبيب بما ينبع من قلوبهن فيستجاب لهن وتقضى حوائجهن فيما يكثر نثر الورد وماء الورد وتوزيع الحلوى في ذلك المكان من قبل اللاتي نلن مرادهن وأدركن مناهن وكلهن حباً وولاء وشكراً لمولاهن علي عليه السلام الذي شفع لدهن عند الله عز وحل في استجابة الدعاء فلا حيلة لهن إلا الدعاء التوسل بالأئمة عليهم السلام وهن حاضرات لتقديم أرواحهن فداءً له .
ومن المشاريع المهمة لهذا الشيخ الجليل تأسيس الحسينية الجعفرية في الكويت والتي بنيت على اسم الإمام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام ومازالت مجالس العزاء إلى الآن وعلى مدى سبعين عاماً تقام في هذه الحسينية صباح كل يوم ومن دون توقف حيث يقوم الخطباء بتعليم الأحكام الشرعية وذكر فضائل ومصائب أهل بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام . فهي من هذه الناحية لا مثيل لها في جميع البلدان الإسلامية وقد أمر سماحة الوالد الماجد الإمام المصلح روحي فداه في المدة الأخيرة بإعادة بناء هذه الحسينية من الأساس على نحو جميل جداً يقل نظيره لتكون كما في السابق مركزا للتبليغ الديني .
ومن مؤسساته أيضاً الحسينية العباسية في مدينة الكويت أيضاً والتي بُنيت باسم أبي الفضل العباس عليه الصلاة والسلام وكذلك أمر ببناء وإدارة حسينيات أخرى في مدينة الكويت لا يسع المختصر ذكرها ، وقد أصبحت مركزاً لنشر أحكام وفضائل أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام ، كما بُني بأمره أيضاً في الأحساء في محلَّة الرقيات في مدينة الهفوف أكبر مسجد وحسينية وقد أصبحا مركزاً لتجمع شيعة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام لإقامة صلاة الجماعة وما زال على ذلك إلى هذا اليوم .
ومن أعماله توسعة حسينية الحائري في كربلاء وتجديد بنائها ، وكذلك توسعة مسجدين عامرين بالكويت هما مسجد الصحاف ، ومسجد الحاكة الذي أسسه وهما إلى اليوم محل عبادة المؤمنين وإقامة صلاة الجماعة ، وفيما بعد جُدد بناء مسجد الحاكة من الأساس بأمر من المرجع الديني الكبير الإمام المصلح الوالد الماجد وأطلق عليه اسم الإمام جعفر الصادق عليه الصلاة والسلام وسمي جامع الإمام الصادق . وهو اليوم أهم مسجد ومركز بالكويت للعبادة وإقامة صلاة الجماعة واجتماع الناس .
ويوجد في هذا المسجد مكتبة عظيمة غنية وحسينية باسم الإمام محمد الباقر عليه الصلاة والسلام تسمى قاعة الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام بالإضافة إلى قاعة لاجتماع النساء وعبادتهن.
وفي أيام الجمعة يغص هذا المسجد بجموع المؤمنين والمؤمنات فتقام صلاة الجماعة بإمامة المرجع الديني الكبير الإمام المصلح الوالد الماجد روحي فداه ثم يعتلي الخطباء المنبر لذكر أحكام وفضائل ومصائب أهل بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام .
إنََّ هذا المسجد و بشهادة أهل الخبرة الذين طافوا في أرجاء العالم الإسلامي ليس له نظير سواء من حيث السعة أو كثرة الناس.
ومن أعمال ذلك المرجع الجليل طبع وإعادة طبع كتب وآثار العلماء الأعلام ناشري فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام حيث طُبعت بأمره كتب مختلفة وبكميات كبيرة لتصل إلى أيدي محبيها ومنها :
1- كتاب نهج المحجة في إثبات الإمامة الاثني عشرية , تأليف قاموس المعارف الإلهية الحقة بدر الإيمان الشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد الأحسائي أعلى الله مقامهما . طبع الجزء الأول منه في مطبعة العدل الإسلامي في النجف الأشرف سنة 1370 هـ ق .
2- كتاب نهج المحجة في إثبات الإمامة الاثني عشرية , تأليف قاموس المعارف الإلهية الحقة بدر الإيمان الشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد الأحسائي أعلى الله مقامهما. طبع الجزء الثاني منه في مطبعة رضائي في تبريز سنة 1373 هـ ق .
3- ديوان أشعار قاموس المعارف الحقة الإلهية , الشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد الأحسائي أعلى الله مقامهما طبع في شركة طبع تابان في طهران .
4- كتاب منهاج السالكين تأليف قاموس المعارف الحقة الإلهية , الشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد الأحسائي أعلى الله مقامهما طبع في مطبعة رضائي في تبريز سنة 1375 هـ ق.
5- كتاب شرح حياة الأرواح للمولى الأزهر ميرزا حسن الشهير بكوهر أعلى الله مقامه طبع في مطبعة رضائي في تبريز سنة 1376 هـ ق.
6- كتاب المصباح المنير للمولى العلامة الكبير ميرزا محمد باقر بن محمد سليم الأسكوئي أعلى الله مقامهما طبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1383 هـ ق.
7- كتاب حق اليقين تأليف العلامة الأكبر ميرزا محمد باقر بن محمد سليم الأسكوئي طبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1384 هـ ق.
8- الرسالة التطهيرية والحنكية وتغطية الرأس في جزء واحد من تأليف المولى العلامة الأكبر ميرزا محمد باقر بن محمد سليم الأسكوئي طُبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1385 هـ ق.
9- كتاب حياة النفس تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في مطبعة رضائي في تبريز سنة 1377 هـ ق.
10- كتاب شرح الزيارة الجامعة الكبيرة تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في المطبعة الإسلامية في طهران سنة 1390 هـ ق.
11- كتاب العصمة بحث مفصل في عصمة الأنبياء والأئمة المعصومين عليهم السلام تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في مطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة 1373 هـ ق.
12- كتاب الرجعة , تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في مطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة 1374 هـ ق.
13- كتاب عقيدة الشيعة, تأليف العلامة الكبير مولانا الحاج ميرزا علي آقا الحائري صاحب الترجمة وقد طبع مرتين الأولى في ستة 1374 هـ ق, في المطبعة العلمية في النجف الأشرف , والثانية في سنة 1384 هـ ق في مطبعة أهل البيت عليهم السلام.
14- كتاب حياة النفس تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في مطبعة رضائي في تبريز سنة 1385 هـ ق .
15- رسالة عملية باسم رسالة مناهج الشيعة وقد طبعت ثلاث مرات في سنة 1367هـ  و 1376 هـ ، و 1382 هـ. في مطبعة رضائي وفرهنك في تبريز.
16- كتاب حياة النفس ، الطبعة الثالثة ، تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1385 هـ ق.
17- ترجمة كتاب أصول العقائد للسيد الأمجد السيد كاظم الرشتي, طبع في مطبعة أهل البيت عليهم السلام سنة 1385 هـ ق .
18- المنتخب من أدب البحرين , تأليف الدكتور حسين علي محفوظ طبع في شركة طبع تابان في طهران سنة 1375 هـ ق .
19- سيرة الشيخ أحمد الأحسائي, تأليف الدكتور حسين علي محفوظ, طبع في مطبعة المعارف في طهران سنة 1376 هـ ق.
20- كتاب دليل المتحيرين , تأليف السيد الأمجد السيد كاظم الحسيني الرشتي , طبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1364 هـ ق.
21- كتاب الكلمات المحكمات تأليف سماحة آية الله الكبير المولى الحاج ميرزا علي الحائري  أعلى الله مقامه صاحب الترجمة طبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1378هـ ق.
22- كتاب حياة النفس تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1383 هـ ق.
23- كتاب الرسائل في كيفية السلوك إلى الله تعالى تأليف الشيخ الأوحد الجليل الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي طبع في مطبعة الآداب في النجف الأشرف سنة 1382 هـ ق.
24- كتاب الباقيات الصالحات لشاعر أهل البيت عبد الباقي العمري الموصلي طبع في مطبعة النعمان في النجف الأشرف .
25- رسالة سيرة حياة قاموس المعارف الإلهية الشيخ علي نقي ابن الشيخ الأوحد الأحسائي تأليف العلامة الكبير المرحوم المولى الحاج ميرزا علي آقا الحائري طبع في النجف الأشرف سنة 1367هـ ق .
26- رسالة المقالة الناصحة الزاجرة تأليف آية الله المعظم المولى الحاج ميرزا علي آقا الحائري  طبع في مطبعة أهل البيت في كربلاء سنة 1382 هـ . ق .
27- رسالة منهاج الشيعة المباركة طبعت ثلاث مرات سنة 1376 و 1383 و1385 هـ . ق . وهي الرسالة العملية العربية لآية الله الحاج ميرزا علي آقا الإحقاقي .
28- كتاب خير المنهج إلى مناسك الحج تأليف العلامة الكبير الحاج ميرزا علي آقا الحائري طبع في تبريز .
29- رسالة مختصر خير المنهج تأليف آية الله الحاج ميرزا علي آقا الحائري طبعت في الكويت سنة 1385 هـ . ق .
30- كتاب إحقاق الحق تأليف العلامة الكبير المولى الحاج ميرزا موسى آقا الحائري ، جُدد طبعه في مطبعة النعمان في النجف الأشرف سنة 1385 هـ . ق .
31- رسالة خصائص الرسول صلى الله عليه وآله وخصائص البتول عليها السلام تأليف السيد الأمجد السيد كاظم الحسيني الرشتي رضوان الله عليه طبعت في مطبعة أهل البيت في كربلاء .
هذا بالإضافة إلى إنشاء مؤسسات دينية ومراكز خيرية إسلامية ونشر كتب كثيرة أخرى يطول بذكرها الكتاب كل ذلك بسعي وجهود ذلك الأسوة في العلم والتقوى وهي إلى اليوم موضع استفادة العلماء والفضلاء والمؤمنين من شيعة أهل البيت عليهم السلام .
كان المرحوم راسخاً في حبه لأهل البيت الأمجاد عليهم السلام بادلاً كل طاقته وجهده وعلى مدى عمره الشريف في نشر آثار وفضائل أهل بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام وترويج أمرهم المقدس وحكمتهم .
تلامذته :
لقد أٌقام في مدينة الأحساء حوزة علمية لتدريس الحكمة والأصول والفقه وتفسير القرآن الكريم فأثمرت علماء أجلاء وفضلاء أتقياء أرفد بهم المجتمع الإسلامي الشيعي الاثني عشري وخصوصًا في منطقة الأحساء ، ومنهم :
فضيلة الشيخ أحمد أبو علي ، والعلامة الشيخ محمد الهاجري ، والشيخ إبراهيم الإسماعيل ، والشيخ حسن الصحاف ، والملا علي موسى النجادة ، والشيخ عبد الوهاب الغريري ، والسيخ علي بن شبيث ، والشيخ حسين الفيلي ، والشيخ محمد البقشي ، والشيخ عبدالله الوصيبعي ، والشيخ كاظم الصحاف … وغيرهم رحم الله الماضين منهم وحفظ الله الباقين.
وبعد هجرة عمي الجليل من الأحساء قام آية الله الإمام المصلح الوالد الماجد المولى الحاج ميرزا حسن الإحقاقي روحي فداه بإدارة هذه الحوزة بشكل أفضل وأوسع فأدخل فيها درساً في الأصول والفقه على مستوى البحث الخارج وقد باشر التدريس بنفسه .
وفـاته :
توفي هذا الرجل الجليل عن عمر قضاه في تشييد الدين المبين وترويج العقائد النورانية للشيعة الجعفرية الاثني عشرية ، وتحكيم مباني الفلسفة والحكمة الإلهية ، ونشر آثار ومناقب وفضائل أهل بيت العصمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام وخدمة ولي العصر صاحب الزمان الحجة بن الحسن العسكري أرواحنا فداه ، وقيادة وزعامة جمع غفير من شيعة ومخلصي مولى المتقين أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام .
وكانت وفاته في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك المصادف لليوم السابع والعشرين منه سنة 1386 هـ ق على إثر سكتة قلبية أصابته وهو في الحسينية العباسية يصلي لله ويذكر أسماءه الحسنى ودموعه جارية على مصاب أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام فالتحق بمواليه الكرام محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام في جنات النعيم أعلى الله مقامه ورفع في الخلد أعلامه .
شُيِّع جسده المبارك في موكب جليل قَلَّ نظيره شارك فيه أهالي الكويت وعدد غفير من أهالي الأحساء والبحرين وغيرهما من البلدان الذين جاؤوا إلى الكويت مسرعين وهم يعيشون المصيبة العظمى بكاءً ونوحًا و ضرباً على الصدور مشيعين قائدهم وزعيمهم الديني ، ثم نُقِل جسده المبارك من الكويت إلى كربلاء المشرفة بناءً على وصيته فدفن قدس الله سره العزيز في تلك البلدة الطاهرة في مقبرة خاصة بجوار رحمة خامس آل العبا الحسين بن علي عليهما الصلاة والسلام , فيما أقام والدي الماجد روحي فداه صلاة الميت على الجسد الطاهر لذلك الرجل المقدس .
وبعدها أقيمت مجالس العزاء العظيمة والكثيرة في ذكراه في إيران وكربلاء والكويت والأحساء وسوق الشيوخ والبحرين وسائر البلدان العربية واستمرت هذه المجالس في المساجد والحسينيات يومياً حتى يوم الأربعين من وفاته فيما كانت الدموع تنهمل من عيون محبيه وفاءً وحسرةً لفقدان ذلك المرجع الكبير والزعيم العظيم الذي ما زال اسمه المبارك إلى اليوم وبعد مرور ما يقرب من أربعين عاماً على وفاته جارياً على الألسن وما زالت ذكرياته الروحية العطرة حية في القلوب وصوره المنورة تُزين الحسينيات والمساجد ومنازل المريدين الكثيرة وهذا مصداق للحديث (الناس موتى وأهل العلم أحياء) .
وإني مازلت أتذكر ما حدث ليلة وفاة ذلك العالم الجليل فقد كنت حينها في تبريز مغتماً بالحدث الجلل حيث وصل خبر وفاته وانتشر في مدينة تبريز وضواحيها وبوصول ذلك الخبر تغيرت الأجواء وبشكل مفاجئ فانهال الناس إلى الشوارع يعمهم الحزن العميق والغم الشديد فيما توجهت مجموعات من مقلديه نحو مدينة تبريز وهي تبكي وتنوح وتلطم على الصدور مما جعل الليل في هذه المدينة تبدو وكأنها ليلة العاشر من محرم فتغيرت أوضاعها واجتمع المعزون في مسجد حجة الإسلام المعروف باسم (جهل ستون) فامتلأ المسجد وضاق بالناس حتى أن بعض العلماء لم يجد له محل للوقوف فبقي واقفاً هناك .
وفي هذه الأثناء نُوديتُ للرد على الهاتف وما إن باشرت الحديث حتى سمعت المتحدث وكان واحداً من رجال الشرطة يقول أنا الملازم الأول رئيس شرطة آذربيجان وقد أخبرت أن الأوضاع في مدينة تبريز قد تغيرت وفقدت المدينة استقرارها وهي تعيش مصاباً جللاً بشكل ليس له مثيل وينذر تقريباً بالخطر في حين يتردد على الألسن اسم أسرتكم (الإحقاقي) فأرجو إعلامي بحقيقة الأمر فأنا قلق لهذا الحال ولا أدرِ ماذا عليّ أن أفعل , أخبرني بالذي يجري ؟ .
فأجبته قائلاً : للأسف لقد حدث مصاب عظيم حيث توفي عمي الجليل وهو أحد مراجع المسلمين الشيعة الأجلاء في التقليد وما تراه من انفعال واضطراب وتجمع للناس إنما هو وليد أحاسيسهم الدينية الطاهرة وهي بعيدة تماماً عن السياسة وتأكد أن هؤلاء الذين أصيبوا بفقدان مرجهم الجليل لن يخلوا بالنظام أبداً , بل سيحافظون على النظام والأمن بالمدينة وحينها قَدَّم التعازي لي وللأسرة والأصدقاء في هذا المصاب الجلل ثم حضر إلى مجلس العزاء .